top of page
صورة الكاتبSeagulls Post Arabic

بهاء الدين محمد مزيد: "عبءُ الرجل الأبيض" - ترجمة


بهاء الدين محمد مزيد - مصر
بهاء الدين محمد مزيد - مصر

جوزيف روديارد كيبلينج
جوزيف روديارد كيبلينج

بهاء الدين محمد مزيد: "عبءُ الرجل الأبيض" - ترجمة

جوزيف روديارد كيبلينج (1865-1936) روائي إنجليزي وكاتب قصّة قصيرة وشاعر وصحفي. وُلِد في الهند البريطانية، والتي ألهمت الكثير من أعماله الخياليّة التي تشمل (ثنائية كتاب الأدغال)، 1894، 1895، (كِم)، 1901، (مجرد قصص)، 1902، والعديد من القصص القصيرة ، بما في ذلك (الرجل الذي سيكون ملكا)، 1888. وتشمل قصائده (ماندالاي)، 1890، (جونجا دين)، 1890، (عبء الرجل الأبيض)، 1899، (آلهة عناوين الكتب)، 1919. حصل كيبلنج على جائزة نوبل في الأدب عام 1907 عندما استشهدت لجنة جائزة نوبل بكتاباته عن آداب وعادات اليابانيين. جاءت هذه القصيدة في سياق دعوة كيبلنج الولايات المتحدة الأمريكية لاستعمار الفلبين سنة 1899، وهي قصيدة تحتفي بمفهوم الرسالة الحضارية التي قام عليها الفكر الاستعماري الغربي بخصوص دعم السردية الكبرى للحداثة المؤسسة على التفوق الأبيض المستند إلى داروينية اللون العرقي. (عبء الرجل الأبيض)

The White Man's Burden

قصيدة كتبها الشاعر البريطاني روديارد كيبلنج عام 1899 يخاطب فيها البيض، يطلب منهم أن يتحملوا مسئولياتهم في الانتقال بالملوّنين من أهل آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية من البربرية والتخلف إلى الحضارة، يمرّون بهم على صخور الظلم والجهل والرذيلة حتى يبلغوا القمّة حيث الحضارة والمدنية.

في الرسم الكاريكاتيري الذي نشر في نفس العام في مجلة Judge  يظهر جون بول كناية عن بريطانيا العظمى يحمل الآسيويين، والعمّ سام كناية عن الولايات المتحدة الأمريكية يحمل الأفارقة.



الرسم الكاريكاتيري الذي نشر في نفس العام في مجلة Judge  يظهر جون بول كناية عن بريطانيا العظمى يحمل الآسيويين، والعمّ سام كناية عن الولايات المتحدة الأمريكية يحمل الأفارقة

في عام 1890 ظهر إعلان عن صابون "بييرز" واستُخدم عنوان القصيدة والكاريكاتير "عبء الرجل الأبيض" في الترويج له وفيه تنويه إلى أنّ غاية هذا الاختراع العجيب وهو الصابون هو "تنظيف" الملوّنين.


ظهر إعلان عن صابون "بييرز" واستُخدم عنوان القصيدة والكاريكاتير "عبء الرجل الأبيض" في الترويج له (الصورة الثانية) وفيه تنويه إلى أنّ غاية هذا الاختراع العجيب وهو الصابون هو "تنظيف" الملوّنين

من حسن الطالع أنّ مركّب المضاف والمضاف إليه "عبء الرجل الأبيض" فيه غموض، فيجوز أن يُقرأ "العبء الذي يحمله الرجل الأبيض" كما أراد له كيبلينج وصاحب الإعلان وصاحب الكاريكاتير، ويجوز أن يُقرأ كذلك "الرجل الأبيض نفسه عبء" (الصورة الثالثة). ليست القضيّة هنا أين تكمن الحقيقة، بل هي أنّ من يملك أدوات التعبير ووسائطه هو من يستطيع أن يُقنع العالم أنّ ما يراه هو الحقيقة.


ظهر إعلان عن صابون "بييرز" واستُخدم عنوان القصيدة والكاريكاتير "عبء الرجل الأبيض" في الترويج له (الصورة الثانية) وفيه تنويه إلى أنّ غاية هذا الاختراع العجيب وهو الصابون هو "تنظيف" الملوّنين

ظهر إعلان عن صابون "بييرز" واستُخدم عنوان القصيدة والكاريكاتير "عبء الرجل الأبيض" في الترويج له (الصورة الثانية) وفيه تنويه إلى أنّ غاية هذا الاختراع العجيب وهو الصابون هو "تنظيف" الملوّنين

 

 عبءُ الرجل الأبيض

روديارد كيبلينج

(1865-1936)


ترجمة

بهاء الدين محمد مزيد

 

 هذا عبءُ الرجل الأبيض - مسئوليّته الكُبرى،

أنتَ الرجلُ الأبيض - فلترسلْ أفضلَ ما في ذريّتك،

ولتذهب ببنيك إلى المنفى،

لخدمة أسراهم الشقيانين المسجونين

وقد رضخوا تحت القهر ونير الأغلال.

هم وحشيّون، لا يرذعهم رادع –

لا فيهم نفع أو خير يُرجَى.

جاءوا بهمُ كغثاث السيّل،

نصفهم حمقى،

والنصف الآخر صِنف شياطين.

 

هذا عبءُ الرجل الأبيض - مسئوليّته الكُبرى،

مسئوليّتكم أنتم - فاحتملوا في صبرٍ:

هذا ثمن الصبرِ، واستخفوا وتخفّوا

من إرهاب السِّفلة ومخاطرهم،

وليتفاخر كلّ السادة من بينكم.

فقولوا إن شئتم للبسطاء السُذّج،

كلامًا يفهمه البسطاءُ السُذّج، يا سادة.

ها أنتم تجتهدون تريدون النّفع لهم،

وتجتهدون تريدون الربح لهم.

 

هذا عبءُ الرجل الأبيض - مسئوليّته الكُبرى،

مسئوليّتكم أنتم في وجه الأوغاد الأشرار،

ويشنّون حروبهم الوحشيّة.

جوعى هم، بل مرضى حدّ الفقر،

وحدّ الموت، فمن يطعم أفواه البؤساء؟

عبثًا ما زالوا في وخم، وما زالت تلك جهالتهم،

بل ما زلتم أنتم تجتهدون في تعليم الحمقى، 

لا مهرب منهم، بل لا أمل فيهم -

قد يذهب سعي السادة في تهذيب الجهّال،

يا أسفاه، هباء منثورًا.

 

هذا عبءُ الرجل الأبيض - مسئوليّته الكُبرى،

لا بهرجك وليس حليَّك، يا أيّها الرجل الأبيض،

 بل مسئوليّتك الكُبرى.

هذا كدح التعبانين البؤساء، وتلك

حكايات الأشياء بينكما – سادة وعبيد:

تلك مرافئهم لن تبلغوها

وطرقاتٌ هيهات تتخذون شيئًا منها.

فلتذهبوا - إذًا - لمعيشتكم، في سعيكم

قد تنتهي حياتكم جميعًا، وسِمُوهم من موتاكم.

 

هذا عبءُ الرجل الأبيض –

من يحمل عبء الرّجل الأبيض؟

ومن ذا يجني كلَّ مكاسبه، ذاك الرّجل الأبيض؟

ليس سوى الرّجل الأبيض من

يتضرّرُ باللوم وبالتقريع وبالحقد.

والسادة يكرهون من يَحرسونهم،

ومن يفضلُونهم ويُحسنون إليهم.

صرخات الأضياف، وهتافات الأضياف -

 كم سخروا، كم هزلوا بهم!

على رسلكم! على رسلكم! سيروا نحو النّور.

لماذا جلبتمونا هنا في الأغلال والقيود

في ليلة مصريّة سرّاء مُبهجة؟

 

هذا عبءُ الرجل الأبيض –

فاحتملوا عبء الرّجل الأبيض.

ليس في وسعمكمو الانحناء أو أن تهتفوا

بصوت عالٍ في ندائكم عن الحُرّية،

أن تستخفوا أو تختبئوا هربًا من ذاك الضّجرِ.

هيهات إذا أنتم تهمسون أو تصرخون،

وسيّان إن أنتم تقبلون أو ترفضون،

تفعلون أو لا تفعلون.تلك الشعوب الصامتة المتجهّمة البائسة -

سوف تحاكم آلهتكم وتحاكمكم أنتم،

لا ريب.

 

هذا عبءُ الرجل الأبيض –

فاحتملوا عبء الرّجل الأبيض.

قد عشتم في هزل ومجون؛

آن لكم أن تفعلوا ما ينبغي لكم أن تفعلوا.

ذلك التكريم الكبير، والثناء الجزيل الذي

لا يحسده أحد عليكم أو ينقم منكم،

علمٌ لا ينفع أو جهلٌ ليس يضرّ،

وسنوات من نكران والجحود.

يومًا ما سوف تبلغون شأوكم، ومآربكم،

يا الحكماء النّبلاء المؤتمنون،

يومًا تحظون بتقدير الأقران النّظراء جميعًا،

وتنالون الشّكر، ولو طال العهد عليكم

أو بلغ الصبر المُرُّ،

ونضجت ثمرات الحكمة

في ظهرانيكم.

 

 

 

Rudyard Kipling

 

 

(1865-1936)

 

Take up the White Man's burden— 

   Send forth the best ye breed—

Go bind your sons to exile

    To serve your captives' need;

To wait in heavy harness

    On fluttered folk and wild—

Your new-caught, sullen peoples, 

   Half devil and half child.

 

Take up the White Man's burden— 

  In patience to abide,

To veil the threat of terror

    And check the show of pride;

By open speech and simple, 

   An hundred times made plain.

To seek another's profit,  

  And work another's gain.


Take up the White Man's burden—  

  The savage wars of peace—

Fill full the mouth of Famine 

   And bid the sickness cease;

And when your goal is nearest 

   The end for others sought,

Watch Sloth and heathen Folly

    Bring all your hopes to nought.


Take up the White Man's burden—  

  No tawdry rule of kings,

But toil of serf and sweeper— 

   The tale of common things.

The ports ye shall not enter,

    The roads ye shall not tread,

Go make them with your living, 

   And mark them with your dead!


Take up the White Man's burden—

    And reap his old reward:

The blame of those ye better, 

   The hate of those ye guard—

The cry of hosts ye humour 

   (Ah, slowly!) toward the light:—

"Why brought ye us from bondage, 

   Our loved Egyptian night?"


Take up the White Man's burden— 

   Ye dare not stoop to less

Nor call too loud on Freedom

    To cloak your weariness;

By all ye cry or whisper, 

   By all ye leave or do,

The silent, sullen peoples 

   Shall weigh your Gods and you.


Take up the White Man's burden— 

   Have done with childish days—

The lightly proffered laurel,

    The easy, ungrudged praise.

Comes now, to search your manhood 

   Through all the thankless years,

Cold-edged with dear-bought wisdom,  

  The judgment of your peers!

 

McClure's Magazine, 1899.

 

 

٠ تعليق

Comments


bottom of page