top of page
صورة الكاتبSeagulls Post Arabic

شعر: "الجدَّات يزوِّرن الحكايات!" عمرو الرديني ـ مصر


 الشاعر عمرو الرديني ـ مصر
عمرو الرديني ـ مصر

شعر: "الجدَّات يزوِّرن الحكايات!" عمرو الرديني ـ مصر

 

جدَّتي،

تلك التي

أدمنتُ النومَ فوق بُساط حكاياتها..

اكتشفتُ بعد رحيلها

كم كانت

أكبر مُزوِّرة للحكايات!

 

جدَّتي،

رسَّختْ بوجداني أمورًا

لا تقبل شكًّا

أو إبدال..

هل كان لذلك الدفء المُنبعث مِن صوتِها،وتلك الرعشة التي تُصاحب النبرات

السبب

في أنْ أُصدِّق جميع خيالاتها،

وأقابل كلّ حقائق الكوْن

بالنُكران؟!

 

ألم تُعلِّمني كثيرًا

-وكأنَّها أخْلص مُعلِّمة للرياضيَّات-

بأنَّ عدد لصُوص الدنيا

أربعون

مثلما عرفهم "علي بابا"

بينما وجدتهم أنا في الواقع

عشرات الآلاف؟!

 

ألم تتورَّد وجنتاها مرارًا،

وهي تختم حدُّوتة:

(الشاطر مع سِتّ الحُسن)..

حيث يفوز الحُب

في آخرِ الأمر؟!

لماذا لم تصْدقني القوْل،

بأنَّ الحُب مثل القمر

بعيد

ولا يسكن أبدًا

فوق الأرض؟!

 

جدَّتي،

أرادت أنْ تراني مثل:

"عنترة"،

أو "أبو زيد"..

لكنها أغفلتْ بكلِّ أسفٍ

أنَّ الشجاعة لم تعُد

مقياس البطولة

في هذا العَصر!

 

جدَّتي،

لم تَدَعْ حدُّوتة/ أكذوبة

إلا وقصَّتها عليّ

ورغم ذلك لم أجد يومًا

ضفدعًا قد تحوَّل لأميرٍ،

ولا صعلوكًا نام

فأصبح فجأة

وزيرًا!

 

جدَّتي،

في عصرنا هذا

إنْ وُجدتْ "سندريلا"

ستظل حافية طُول العُمر،

وإن جاء "شهريار"

فستكُون رقبته

أوَّل تمرين

للسيَّاف..

والوحيدة التي رُبَّما

كان لها مكان

هي "شهرزاد"

بعد أنْ تتنكَّر في شكلِ

إحدى الجدَّات

لتحكي كلّ ليلة أوهامًا

لم يعُد لها أي وجُود

للأحفاد!.

 

 

 

 

٠ تعليق

Comments


bottom of page