شعر - وحشيّة الأبد
علي دهيني - لبنان
وفوقَ جِسْمِكِ يا أُمِّي صقيعُ يدي
شُدِّي قليلاً .. على ما ظَلَّ من جسدي
وجهي يُداعبُ وجهَ الأرضِ وشوشةً
وفوقَ وجهِكِ أمطارٌ من الزردِ
لم يبقَ ثمَّ جِراحٌ كي نُجرِبَها
كي نستفيقَ على وحشيَّةِ الأبدِ
والنَّائمونَ هُنا أشلاؤُهُم غَرِقت
وغيّبَ الموتُ أطفالاً بلا عددِ
أنَّى اتجهنا فعينُ القتلِ تتبعُنا
والقهرُ يسكنُ فينا خشيةَ الحسدِ
لنا من القلقِ المذبوحِ أجنحةٌ
فكيفَ يُبصرُ مذبوحٌ بعينِ غدِ
ودمعةُ الليلِ كانت قبلَ موتَتِنَا
تَحيكُ فجرًا من الاحلامِ في خلدي
لمَّا غفونا .. ومدَّ الحُلمُ أضلُعَهُ
(كُنَّا نؤجِّلُ موتَ السبتِ للأحدِ)
كأنَّما الحربُ لا تكفي مخالِبُها
حتَّى الحجارةُ ما حنّت على بلدي
Comments