.png){kind=logo}
شعر: "وصايا لمدخني السطوح" - محمد السويدي - العراق
قالت ومشطُ العمرِ يسرقُ شعرها
هل عدتَ للتدخينِ فوقَ السطحِ؟
أمي التي الأولادُ عكازٌ لها
تمشي بهم في الإتجاهِ الصحِّ
لا تُعطِ صناعَ التفاهةِ قيمةً
يا ابني، فأنت تعيشُ عصرَ القُبحِ
لا تختلط بالنائمين إلى الضحى
كن يا حبيبي، من ضحايا الصبحِ
لن يفهموك وإن أتيتَ بآيةٍ
من يُقنعُ الجرحى بربِّ الملحِ؟
هم إخوةٌ كبروا على عدوانهم
مات الذي يدعو لهم بالصُّلحِ
صرحُ الحضارةِ زره يا ولدي تجد
طعمَ القدامى في مذاق الصرحِ
والعمةُ الزرقاءُ دجلةُ قل لها
حييتُ سفحكِ من وراءِ الكبحِ
لكنَّ دجلةَ لن تردَّ لك الصدى
لا ترجعُ الموتى تحيةُ سفحِ
وأبوك إبراهيم يا ابني، قل له
هل جئت بالرؤيا لتضمن ذبحي
الدفُ صاحبك الوفي فلا تدعه
لوحده عند اشتدادِ المدحِ
لا تنس ما فعل الغبارُ بنا
فكن مثلَ النوافذِ قابلاً للمسحِ
ولتتبعْ في الشعر حميةَ شاعرٍ
حتى يرشقكَ الكلامُ الصِّحي
واكتب بنيَّ، إلى النهايةِ لا تقفْ
حتى يداهمك انقراضُ البوحِ
Comments