محمد هارون: أنشطة منوّعة لفرقة تياترو العرب الكنديّة أبرزها ندوة مسرحيّة - أن قدمت الفرقة عدة أنشطة بالأشهر الأخيرة، ما بين إقامة الصالون الثقافي العربيّ الكنديّ الثالث لها في (هاملتون أونتاريو)، وعرض مسرحيتها في مدرسة المهاجرين بمدينة لندن (أونتاريو) تشارك حاليًّا بأنشطة متنوعة مع جمعيّات عربيّة كنديّة، منها: البيت الفلسطينيّ في كندا، والجمعيّة العراقيّة (ميزوبوتاميا) في ميسيساغا، وغيرهما. كما أقامت ندوة ثقافيّة مسرحيّة بالتعاون مع مركز الجالية العربية في (ورونتو) بعنوان: "المسرح العربي في كندا بين الواقع والطموح"، وتاليًا تفاصيل أكثر عن هذه الفعالية الثقافية.
حضر الندوة العديد من المختصّين، والعديد من رجال الأعمال العرب الكنديّين والإعلاميّين والفنّانين المسرحيّين. المتحدّثون الرسميّون في الندوة هم: الدكتور عبد القادر فارس، وجاءت مداخلته بعنوان: أهميّة ودور المسرح قديمًا وحديثًا، وفي بلاد الغربة. المداخلة الثانية كانت للدكتور جورج وديع بعنوان: فرقة تياترو العرب الكندية، النشأة والتأسيس والإنجازات. والمداخلة الأخيرة كانت للدكتور عامر أزرقي بالتعاون مع الأستاذ محمد هارون، وحملت عنوان الندوة: المسرح العربي في كندا بين الواقع والطموح.
أولى فقرات الندوة كانت كلمة افتتاحية من مدير إدارة مركز الجالية العربيّة بتورونتو، ورئيس بورد فرقة تياترو العرب الكنديّة، الأستاذ فتحي أبو فرح، والذي رحب من خلالها بالحضور باسم المركز والفرقة، وتمنى للجميع الخروج بنتائج إيجابيّة وعمليّة تفيد المجتمع العربيّ الكنديّ، وخاصّة بفنّ المسرح أبو الفنون وسيّدها المطلق. بدأ الندوة الدكتور عبد القادر فارس، وقد تمكن في إيجاز من تلخيص أهميّة المسرح عبر الحضارات إلى وقتنا الحالي في المغترب الكندي.
أمّا الدكتور جورج وديع، فقدم عرضًا سريعًا لبداية تأسيس تياترو منذ عام 2016م، ثم التأسيس والتسجيل الرسميّ للفرقة بوصفها مؤسسة فيدراليّة غير ربحيّة منذ 2017، ونوّه إلى أن أعضاء الفرقة هم مجموعة هواة، ولا يوجد بها أي فنان محترف، فنحن بالأصل فرقة فنّيّة غير ربحيّة، بها مجموعة مبدعين من معظم الأقطار العربيّة. ثم عدَّد أبرز إنجازات الفرقة في: المسرح، والتلفزيون، والصالونات الثقافيّة، والتي نفذتها الفرقة خلال السنوات الماضية. ثم قدمت الفرقة مشاهد مسجلة من خلال الهواتف وذلك خلال وباء كورونا. كما عرج على العقبات التي تعترض طريق تطور الفرقة وتعيق انطلاقها. أخيراً، شكر كل المؤسسات وسيدات ورجال الأعمال العرب الذين أسهموا في تأسيس واستمرار الفرقة حتى الوقت الحالي. وبعد استراحة قصيرة بضيافة مركز الجالية، بدأ القسم الثاني من الندوة وكان بعنوان: "المسرح العربي في كندا بين الواقع والطموح" والذي تحدث عنه بطريقة العرض والمناقشة المباشرة مع المشاركين بالندوة. طرح الدكتور الأزرقي الواقع الصعب للمسرح العربيّ وفرقه المُتعدّدة، والتي انسحب من الساحة بعضها، وما زال بعضها الآخر يكافح للاستمرار، من خلال عروض فنيّة تبين الوجه الحقيقيّ لحضارة العرب وتاريخهم وظروفهم في المغترب، وقارن بشكل سريع بين الفرق المسرحيّة العربيّة في الولايات المتّحدة وكندا. ثم استعرض أبرز المصاعب التي تواجه الفرق العربيّة، والمتمثلة في: النواحي المالية، وكيفيّة التواصل مع الجمهور، واللغة المستخدمة في العروض، وتطوير العمل الإداري والفنيّ لهذه الفرق المسرحيّة. ثم قدم بعض الحلول لهذه الإشكالات، كما دعا إلى تطوير العلاقات بين الفرق المسرحيّة والفنّانين المسرحيّين العرب في كندا والخارج، وقد ساعده بالأمثلة الواقعيّة والتفصيليّة لهذه المشاكل مدير فرقة تياترو العرب الكنديّة والفنان الصحفي الأستاذ محمد هارون. بعدها دارت المناقشات بين الحضور المكون من: مبدعين مسرحيين، وإعلاميّين، ورجال أعمال، وقد خرجوا باقتراحات وتوصيات رفعت لإدارة فرقة تياترو العرب الكنديّة، وللفرق المسرحيّة الأخرى للاطلاع عليها والاستفادة منها. كان أبرزالمقترحات المقدمة للفرق المسرحية لدراستها:
ـ المطالبة بمشاركة شخصيّات كنديّة من غير العرب في إدارات الفرق.
- مناقشة كيفية تطوير مصادر التمويل للفرق المسرحيّة، وقد طرحت عدة أفكار وذلك من خلال متابعة كافة المنح الحكوميّة، بإشراف منفّذين محترفين، وأيضًا مناقشة إيجاد شركة إنتاج فنيّ تشاركيّة، حيث يتمّ تكليف مؤسسة ماليّة متخصصة لدراسة الجدوى الاقتصاديّة لها.
- ناقش الحضور فكرة وضع خطة عمل سنويّة للفرق المسرحيّة، وتنقل إدارتها لإمكانيّة تنفيذها، بحيث تقسم الفعاليات السنويّة إلى أنشطة متنوعة، وقد تكون مسرحية باللغة العربيّة وأخرى باللغة الإنجليزيّة أو الفرنسيّة، وثالثة مسرح تفاعليّ.
- المطالبة بتفعيل دور الشباب بالتمثيل والتأليف والإخراج والقضايا الماليّة والإداريّة لأعمال الفرق المسرحيّة العربيّة.
بنهاية الندوة والتي دامت لأكثر من 3 ساعات، قدم مدير الندوة الشكر والتقدير لمركز الجالية العربيّة برئاسة السيدة ديما العمد وطاقم العاملين معها، على دعمهم وإعدادهم لهذه الفعاليّة الهامة، ومشاركتهم قبل الندوة وأثناءها وبعدها. كما شكر المحاضرين، والفنانين، والإعلاميين، وكلّ من شارك في هذه الندوة المتميزة. أدار الندوة وقادها باقتدار الإعلامي الأستاذ خالد سلامة.
هذا وتخطط الفرقة حاليًا للاستمرار بعروضها المسرحيّة مدرسة المهاجرين، ولإقامة احتفالها السنويّ بيوم المسرح العالمي بمارس آذار القادم.
Comments